الشبيبة الشيوعية في حيفا تحيي الذكرى الأربعين لوفاة محمود درويش
اكتظت قاعة "نادي المؤتمر" في حي وادي النسناس بحيفا أمس الخميس بالعشرات من أبناء حيفا، الذي حضروا للمشاركة في الأمسية الفنيّة الملتزمة، التي نظمتها الشبيبة الشيوعية في حيفا في ذكرى مرور أربعين يوما على وافاة شاعر فلسطين الكبير محمود درويش.
افتتحت الأمسية بوقوف دقيقة حداد راحة لنفس الشاعر الراحل محمود درويش، وبعدها دعت عريفتا الحفل ليليان سوطي وعُلا عبيد الفنان السوري الدكتور مضاء مغربي، لتقديم أغانيه على صوت عوده الرنان، وقد افتتح مغربي، ابن بقعاثا في الجولان السوري المحتل، بأغنية "أحن الى خبز أمّي" التي ألفها درويش، والتي لاقت استحسان الجمهور الذي شاركه غنائها.
تلاه الطفل الموهوب ابن حيفا بشّار سرور، ابن الستة سنين، والذي حفظ أشعار محمود درويش عن ظهر قلب، وقام بالقاء قصيدتي "بطاقة هوية" و "أنا يوسف يا أبي" على مسامع الحاضرين بطريقة مميزة جدا، وحظي باستحسان الجمهور الذي أعجب بقدرات هذا الطفل الموهوب وبالتالي قابله الجمهور بالتصفيق الحار.
بعدها دعت عرفيتا الحفل المربي الحيفاوي الفاضل فتحي فوراني ليتحدث عن حياة محمود درويش وعن تجربته الشخصية معه، فقال فوراني: "أول ديوان شعر اصدره محمود درويش وأهداني اياه، كان جميلا جدا، ولكن عندما التقيته قبل عدة سنوات وحين تحدثنا عن هذا الديوان كان يقول لي أن هذه القصيدة تشبه قصائد نزار قباني، وهذه تشبه طرفة بن العبد. وأنا كنت أرد عليه أنه من الطبيعي جدا أن يتأثر الشاعر بأشعار شعراء غيره في بداية طريقه، وعلى ما يبدو أن تأثر محمود درويش بشعراء آخرين جعله يتميّز عنهم جميعا ويقدّم أجمل الشعر ويبني شخصيّته الشعرية الخاصة به".
وأردف قائلا: "لاحقت الشرطة محمود درويش عندما عاش في حيفا، فكان يضطر ان يزور مقر الشرطة يوميا ليوّقع على "اثبات وجود" لكي يؤكد انه ما زال هنا عندما كان تحت السكن الاجباري. بعد معاهدة السلام مع مصر انتقل محمود درويش الى القاهرة بعدها موسكو ومن ثم باريس وغيرها. سمعت عن وفاة محمود درويش عندما كنت في زيارة الى تونس، وقد حزنت جدا لوفاة صديقي العزيز".
وأضاف: "كنت أسكن بجانب محمود درويش، بيتي كان بجانب بيته، وقد كنا أصدقاء جيّدين، كنت أزوره تقريبا كل يوم في شقّته، وكنا نتحدثّ عن كل شيء كشباب، عن العمل، عن السياسة، فقد كانت حواراتنا السياسية شيقّة جدا، لأن محمود درويش كان متمسكا جدا بآراءه السياسية ولم ينقدها أبدا، وهذا الأمر ظاهر حتى في شعره. وكنا نتحدث ايضا ككل الشباب عن الحب والفتيات، وكتب محمود درويش شعر تحت عنوان "ريتا" يتحدث فيه عن فتاة أحبها". وقرأ فوراني مقطوعة شعر من هذه القصيدة الجميلة.
بعدها قدّم شاهين نصّار كلمة الشبيبة الشيوعية فرع حيفا، والتي قال فيها: " أربعون يوما مرّوا مذ قلت الكلمة الأخيرة ولفظت النفس الأخير، ولكن الشعور وكأن ذلك كان بالأمس، أو حتى وكأنه لم يكن أصلا. فأنت موجود هنا بيننا يا محمود، تقف هنا معنا على المنصة، وتلقي شعرك الجميل، وتقولها بكل وضوح "سجّل أنا عربي ورقم هويّتي خمسون ألف".
وأضاف: " وأقتبس قولك عن حيفا: "حيفا! يحق للغرباء أن يحبُّوكِ، وأن ينافسوني على ما فيك، وأن ينسوا بلادهم في نواحيك، من فرط ما أنت حمامة تبني عشها على أنف غزال"....
صدقت يا محمود بقولك، أن الغرباء سيّحبون حيفا، وقد نافسوك على محبتها، ولكننا اليوم نؤكد لك يا محمود أن أحدا لم ينجح بالتغلب عليك، فأنت يا محمود الفائز الأكبر بمحبة حيفا لك، وهذه الأمسية ان تؤكد على شيء انما هو أننا نحبك، أن حيفا تحبّك.....".
بعدها قدّم الممثل الحيفاوي المتألق اياد الشيتي مقطعا من مسرحيّته "الحريّة" والتي لاقت استحسان الجمهور. قبل أن يقرأ المحاضر هشام عبده قصيدة من ديوان محمود درويش الأخير "أثر الفراشة" وقدّم تفسيرا لها. وفي نهاية الحفل قرأت نيتاع كيدم من الشبيبة الشيوعية في حيفا قصيدة من أشعار محمود درويش في اللغة العبرية، ليختتم الحفل بقصيدة لمحمود درويش عن صبرا وشاتيلا، قرأها عضو الشبيبة الشيوعية حيفا المحامي عامر خمرة، حيث تأتي في هذا اليوم الذكرى السادسة والعشرين لمجزرة صبرا وشاتيلا